السيمفونية

الســـــيمفونية


بالإنكليزية symphony بالفرنسية symphonie بالإيطالية sinfonia

أتت كلمة السيمفونية من اليونانية وتعني إصدار أصوات متعددة في وقت واحد, وفي العصور الوسطى أطلقت هذه الكلمة على كل انسجام وتوافق بين نغمتين موسيقيتين ، وبعد ذلك أطلقت على المؤلفات الغنائية والآلية التي استخدم فيها الكونترابوان في مرحلته الأولى وأطلقت على الآلات الموسيقية التي تصدر العديد من الأصوات في آن واحد كالمزامير القديمة المتنوعة ، وبالفعل فإن الأسماء الحالية للمزامير إيطالية كانت أم إسبانية أم يونانية
( زامبوحنا ـ زمبونا ـ زامبوانا ) ماهي إلا أشكال لهذه الكلمة كما أن آلة الهيردي جيردي (الأورغن اليدوي ) دعيت في فترات مختلفة وأماكن مختلفة بالسيمفونية
هنريخ شوتس/المؤلف الأمريكي (1585ـ1672) : استخدم كلمة سيمفونية لمؤلفاته المتضمنة مجموعة كبيرة من الأصوات البشرية والآلية المنفردة والجماعية ( السيمفونيات المقدسة ) وبعد قرن من الزمن استخدم باخ الكبير كلمة سيمفونية عنوانا لجدائله النغمية في ابتكاراته اللحنية لثلاثة أصوات ، أما المؤلف جوزف هايدن (1732ـ1809) فلقد أطلق كلمة سيمفونية على بعض رباعياته الوترية وبعد قرنين من الزمن استخدم إيغور ستراتفسكي (1882ـ 1971) مصطلح سيمفونية بمعناه المبهم القديم في مؤلفاته( سيمفونيات آلات النفخ الخشبية ) ، وفي إيطاليا ومنذ نهاية القرن السادس عشر أطلقت كلمة سيمفونية على المقاطع الغنائية التي تتخلل المسرحيات وأعمال الأوبرا والأورتاريو وما زلناندعو الحركة الموسيقية الآلية التي تقع في منتصف أورتاريوالسيد المسيح (lemessie ميسايا) لهاندل بالسيمفونية الريفية
أما السيمفونية المتعارف في عصرنا الحالي هي ماتسمى بالسيمفونية الكلاسيكية

شكل السيمفونية الكلاسيكية
تتكون السيمفونية الكلاسيكية من أربع حركات :
1ـ الحركة الأولى ( سريعة ) :هي الحركة الرئيسية في السيمفونية وتتسم بعمق الفكر الموسيقي كما تتسم أكثر من أي حركة أخرى بأن العمل كله يكون بطابعها ، ويمكن أن تسبقها مقدمة موسيقية بطيئة ، وتبنى الحركة الأولى وفق شكل السوناتا( وهي شكل موسيقي يتكون من ثلاثة أجزاء الأول عرض موضوعين لحنيين والثاني التطوير والتفاعل والجزء الثالث إعادة الجزء الأول في الختام )
2ـ الحركة الثانية ( بطيئة السرعة ) : تعبيرية غنائية وتتخذ شكلا من الأشكال الموسيقية / شكل السوناتات مثلا أو شكلا معدلا ومختصرا للسوناتا أوشكل التنويعات على لحن أو على أي شكل آخر
3ـ الحركة الثالثة : رقصة إيقاعية خفيفة ويذكر أن عدد حركات السيمفونية ازداد تدريجيا حتى بلغ الأربع حركات عوضا عن الثلاث الأصلية وذلك بإقحام تلك الرقصة الأرستقراطية التي كانت ذات شأن خلال الجزء الأخير من القرن الثامن عشر والتي دعيت مينويت وكانت المينويت جزءا عرضيا في السيمفونية أيام ستاميتس لكن هايدن الذي استخدمها بكثرة وتبعه في ذلك الآخرون فغدت جزءا لا يتجزأ من السيمفونية وفي كل الأحوال تعد المينويت عنصرا فاتنا في العمل
4ـ الحركة الرابعة والأخيرة : سريعة ومحدودة الطول ( بطول معقول ) وهي كالحركة الأولى ولكن من عيار أخف ولا تحمل الكثير من المعنى لكنها نشطة ومنعشة ، وهي أشبه ماندعوه الحلوى بعد الطعام ، وتبنى عادة وفق شكل الروندو ـ أوشكل التنويعات على اللحن ـ الــــــــخ
والروندو : ( شكل موسيقي مبني على تكرار ثيمة / فكرة لحنية/ رئيسية ويمهد لإعادة الثيمة الرئيسية في كل مرة مقاطع مختلفة ومتنوعة)

ولقد أتاح شكل السيمفونية المتضمن حركات متنوعة أمام المؤلفين فرص للتعبير عن جوانب متعددة من الأفكر والأمزجة كما أتاح أمام المستمعين فرصة التمتع بنماذج موسيقية متنوعة